هو في المنام صلاح في الدين، فمن شرب دواء ليصلح به بدنه فإنه يصلح دينه، ومن تناول دواء في المنام كان دليلاً على العلم والنصح، وانتفاعه بالعلم، وإن لم يتناوله حاد عن الحق، ووقف مع غيه، فإن تناول في المنام دواء عطراً لذيذا دل على الزواج للعازب، والولد للعاقر، والغنى للفقير. وربما دل الدواء على الدواة التي يكتب منها، كما دلت الدواة على الدواء، فالملعوق توحيد وإقرار بالشهادة أو نفع من جهة من دل الإصبع عليه، والسفوف طمع وانكماش على الدنيا، والمشروب رزق، والمبلوع إكراه للعاصي على التوبة، وللكافر على الهداية، وللجاهل على العلم. وأما ما تتحمل به النساء للطمث وغيره فذلك للفتاة العازبة زوج، وللعاقر ولد، والتحمل بالفتائل تجسس على الأخبار واطلاع على الأسرار
ومن رأى: أنه يشرب دواء مسهلاً ليشفي به مرضه، فهو يصلح دينه بقدر ما تمر العافية فيه، على مبلغ قوته وخطره، وحال في يسقيه إياه بقدر عمله فيه، فإن لم يعمل، فإن صلاح دينه يزول، ولا يتم له ذلك
ومن رأى: أنه يطلب الصحة في عاقبة شربه فهو يصلح دنياه
ومن رأى: أنه يداوي عينه فإنه يصلح دينه، وكل شراب أصفر اللون في الرؤيا فهو دليل المرض، وكل دواء سهل المشرب، أو المأكل فهو دليل على شفاء المريض، وللصحيح اجتناب ما يضره. وأما الدواء الكريه الطعم فهو مرض يسير يعقبه برء. وقيل إن الأشربة الطيبة الطعم السهلة المشرب والمأكل صالحة للأغنياء. وأما للفقراء فهي رديئة، وليس تأويل ما يخرج بالدواء من الإنسان كتأويل ما يخرج بغير الدواء