هو في المنام يدل على الناس لأنهم خلقوا منه. وربما دل على الأنعام والدواب، أو الدنيا وأهلها، فالتراب من الأرض، وبه قوام معاش الخلق، والعرب يقولون: أترب الرجل إذا استغنى. وربما دل التراب على الفقر، أو الميت، أو القبر، فمن حفر أرضاً واستخرج ترابها، فإن كان مريضاً أو عنده مريض، فإن ذلك قبره، وإن كان مسافراً فترابه كسبه وماله وفائدته، وإن الضرب في الأرض سفره، وإن كان طالباً للزواج كانت الأرض زوجة، والحفر افتضاض، والمعول ذكر، والتراب مال المرأة، وإن كان صياداً فحفره ختلة للصيد، وترابه كسبه وما يستفيده، وإلا كان حفره مطلوباً يطلبه في سعيه ويكسبه مكراً أو حيلة. وأما من نفض يده من التراب أو نفض ثوب من الغبار، فإن كان غنياً ذهب ماله، ونالته ذلة وحاجة، وإن كان عليه دين أو عنده وديعة رد ذلك إلى أهله، وزال جميعه من يده، واحتاج من بعده، وإن كان مريضاً نفض يده من مكاسب الدنيا، وتعرى من ماله، وضرب اليد بالتراب دليل على المضاربة والمكاسبة، وضربها بسير أو عصا يدل على سفر بخير، وقال بعضهم: المشي في التراب التماس مال، فإن جمعه أو أكله فإنه يجمع مالاً، ويجري المال على يديه، وإن كانت الأرض لغيره فالمال لغيره، فإن حمل شيئاً من التراب أصاب منفعة بقدر ما حمل، فإن كنس بيته وجمع منه تراباً فإنه يحتال حتى يأخذ من إمرأته مالاً، فإن جمعه من حانوته جمع مالاً من معيشته
ومن رأى: كأنه يسف التراب فهو مال يصيبه، وإن التراب مال ودراهم
فإن رأى كأنه كنس التراب في بيت وأخرجه فهو ذهاب مال امرأته، فإن أمطرت السماء تراباً فهو صالح ما لم يكن غالباً، ومن انهدمت داره وأصابه شيء من ترابها وغبارها أصاب مالاً من ميراث، فإن وضع تراباً على رأسه أصاب مالاً من تشنيع ووهن
ومن رأى: كأن إنساناً يحثو التراب على رأسه وعينيه، فإن الذي يحثو التراب ينفق على المحثي عليه ليلبس عليه أمراً، وينال مقصوداً
فإن رأى كأن السماء أمطرت تراباً كثيراً فهو عذاب، ومن كنس دكانه، وأخرج التراب ومعه قماش فإنه يتحول من مكان إلى مكان، ومشي الرجل في التراب التماسه مالاً، ومن حثى التراب على رأسه يصيبه هم لا يراجع الله تعالى فيه، والتراب عمر الإنسان وحياته، والتراب يدل على الأرزاق والزراعة والشبع والجوع
ومن رأى: أنه جلس على التراب الطيب النظيف دل على سعادة ونصرة. وربما دل على الشك في الدين. وربما دل على تربة الرجل التي خلق منها أو تربته التي يعود إليها، والتراب مع المرأة في المنام حمل مشكوك فيه. وربما دل التراب على الماء، أو النار، أو الريح لأنه أحد العناصر، ويدل على السفر الشاق الذي يحتاج فيه إلى التيمم، فإن حثى أحد في وجهة تراباً امتدح الناس بشعره وخاب قصده. وربما دل التراب على سؤ المصرع. وربما دل التراب على الدين الذي يشين المدين، ويدل التراب على سرعة قضاء الحاجة، وعلى إنجاز الوعد لأنه يترب به المكتوب، ومن كانت عنده بضاعة بارت خاصة إن رأى معها أو عليها تراباً، وإن عكس تراب بارت