يبدو أن المخلوقات المنقرضة الضخمة والمسماة بالديناصورات تطورت بمرور الزمن لتتحول إلى هذه الطيور الصغيرة التي نشاهدها اليوم! قد يبدو هذا الأمر غريبًا ولا يصدّق ولكن هذا ما أشارت إليه آخر الدراسات والتي نُشرت في دورية “ساينس”.
الدراسة قام بها باحثون من جامعة أكسفورد، وحسب هؤلاء الباحثين فإن الديناصورات الضخمة تحولت إلى طيور صغيرة، وقد تطلب هذا الأمر 50 مليون سنة، حيث انكمشت واكتسبت صفات خاصة أثناء عملية تطورها، والنتيجة كانت ظهور بعض أنواع الطيور التي نشاهدها اليوم.
فكيف تتحول مخلوقات ضخمة آكلة للحوم إلى طيور من أمثال الطائر الطنان؟
لطالما كان أصل الطيور موضوع نقاش وبحث واختلاف بين العلماء، حيث اعتقد البعض أن الديناصورات هم أجداد الطيور، بينما رفض البعض هذه النظرية، إلا أن اكتشاف أحافير جديدة عزز هذا الاعتقاد، خاصة بعد العثور على ديناصور ذو ريش شبيه بريش الطيور وذيل طويل وأقدام أمامية هي أقرب للأجنحة منها للأقدام، كما أن حجمه لا يزيد عن حجم الدجاجة، وقد يكون هو الحلقة المفقودة بين الديناصورات والطيور.
و قد تم اكتشاف أن الطيور تطورت من الديناصورات في العصر الجوراسي المتأخر عن طريق الحفريات التي اكتشفت مؤخرًا في الصين، وأمريكا الجنوبية، وبلدان أخرى، وكذلك من خلال النظر في عيّنات المتحف القديم من وجهات نظر جديدة باستعمال أساليب جديدة، حيث بدأت مطاردة أسلاف الطيور مع عينة من الأركيوبتركس، وهو أول طائر معروف، اكتشف في 1860 في وقت مبكر وكان له ريش على طول جسده وذيله، ولكن على عكس الطيور العادية كان له أيضًا أسنان وذيل عظمي طويل إضافة إلى أن العديد من العظام في يدي الأركيوبتركس كانت مختلفة كليًّا عما نراه لدى الطيور الحالية، و استنادًا إلى هذه الخصائص، تم الاعتراف بالأركيوبتركس كوسيط بين الطيور والزواحف.
ولكن هل كل أنواع الديناصورات تحولت إلى طيور أم أن هذا الأمر مقتصر على سلالة دون أخرى؟
الدراسة الجديدة تشير إلى أن نوعًا واحدًا من الديناصورات ويسمى الثيروبودات هو الذي تطور وتحول الى الطيور التي نراها اليوم، حيث نقص وزنه وقل حجمه وتغير شكله حتى استطاع في النهاية أن يطير. فمن حوالي 200 كغم، نقص وزن هذا الديناصور ليصل إلى 0.8 كغم، ووفقًا لما قاله “مايكل لي”، عالم الحفريّات بجامعة اديليد في أستراليا والذي قاد فريق الباحثين الذين قاموا بدراسة 1500 صفة تشريحية في 120 ديناصور مختلف من عائلة ثيروبود، ومنها ديناصورات تيرانوسورس ريكس وجيجانوتوسورس العملاقة، وسلالة الديناصورات التي تطورت لتصبح طيورًا، وتوصلوا إلى أن النوع الأسرع تحورًا هو أصل الطيور التي تعيش حولنا اليوم بالأشكال التي نراها.
لقيت نتائج الدراسة الجديدة استحسان الباحثين من أمثال بول سيرينو، وهو باحث ديناصور في جامعة شيكاغو والذي وصف الدراسة بالعمل المبتكر واصفًا انكماش وتقلص الديناصورات لتصبح طيورًا بمرور الزمن طريقة جديدة للحياة بالنسبة لهذه المخلوقات التي طالما أثارت فضول الإنسان.
هذه الدراسة تثبث بما لا يدع مجالًا للشك أن الطيور أحفاد الديناصورات، ولكن هل تصدق أنت هذا الأمر؟