قابل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي السيدة صيصة أبو دوح، والتي تنكرت في ملابس الرجال لمدة 43 عاما، لتربية ابنتها لمقابلتها وتكريمها ضمن وفد الأمهات المثاليات.
وقالت أبو دوح إن مؤسسة الرئاسة اتصلت بها أمس وطلبت منها السفر من الأقصر للقاهرة لمقابلة الرئيس مؤكدة أن المتصل أبلغها أن الرئيس قرأ قصتها وطلب تكريمها بعد معرفته بمعاناتها طوال الأعوام الماضية.
وأعربت “صيصة أبو دوح”، التي فازت بجائزة المرأة المعيلة بمحافظة الأقصر عن قصتها فى العمل بالمهن الشاقة، وارتدائها ملابس الرجال لتوفير نفقات ابنتها، عن سعادتها بلقاء الرئيس السيسي، وانه المكافأة الحقيقية لها عن قسوة الحياة التي عاشتها.
وأشارت إلى أنها طلبت من الرئيس السيسي توفير منزل لابنتها الوحيدة هدى حتى تطمئن عليها بعد أن كبرت في العمر وأصبحت لا تقوى على العمل مضيفة أنها سعيدة جدا بهذا اللقاء وانها طلبت أيضا من الرئيس الاهتمام بالمرأة المعيلة التي تجبرها الظروف على العمل لرعاية وتربية ابنائها مشيرة إلى أنها ستقابل الرئيس بزي الرجال الذي تنكرت فيه 43 عاما.
وقالت هدى الابنة الوحيدة للسيدة صيصة إن أهالى الأقصر أطلقوا النيران احتفالا بخبر لقاء والدتها بالرئيس السيسي مؤكدة انها تشعر بالفخر لتكريم والدتها التي تعبت وتحملت الكثير من اجلها.
وأضافت أن والدتها لم تصدق اتصال الرئاسة المصرية بها ولم تطمئن إلا بعد أن اخبروها في محافظة الأقصر بالخبر ورافقوها حتى محطة القطار لتسافر إلى القاهرة وتقابل الرئيس.
وبدأت قصة صيصة أبو دوح النمر التي استحقت بسببها لقب المرأة المثالية لعام 2015 كسيدة تبحث عن توفير قوت يومها مادفعها لارتداء زي الرجال خوفا من مضايقتها من مجتمع لا يقبل عمل المرأة وإذا قبله فإنه يعرضها لمضايقات جمة ولذا تنكرت في زي الرجال حتى لا تتعرض لهذه المضايقات.
تبلغ “صيصة” 64 عامًا، وتعتبر حياتها قصة كفاح من الطراز الرفيع، حيث توفى زوجها، فقررت العمل في مهن الرجال وارتداء ملابسهم، لمدة 43 عامًا، متنقلة بين حمل الطوب ومسح الأحذية، غيرها حتى تكمل رسالتها ليس فقط لأبنائها بل لأحفادها أيضًا.
وعملت صيصة بعد أن توفي زوجها تاركا لها جنينا يتحرك في أحشائها، لكنها اصطدمت بقسوة الحياة وظروف وعادات وتقاليد الصعيد التي ترفض خروج المرأة للعمل، لذا تنكرت في زي رجل وقامت بقص شعرها وارتدت ملابس الرجال لتخرج للعمل بعد أن أنجبت ابنتها الوحيدة هدى ومارست جميع المهن الشاقة التي تتطلب عزيمة وقوة الرجال مثل صناعة الطوب اللبن ومسح الأحذية والمعمار وحصاد القمح والمدافن ومازالت تعمل كماسحة للأحذية في شارع البغدادي بمحافظة الاقصر.