الإنتظار يدفع الإنسان للتحقيق فيه وخاصة لو كان زائراً لهم، حيث يصبح فضولهم كبير في تحقيق عن سبب تأخرهم، أو سبب زيارتهم، أو طبيعة دخولهم على حياتهم؛ هذا تماما كما لو كان الزائر طفل جديد تنتظره عائلة سعيدة مفعمة بالتفاؤل والأمل، حيث يذهب الوالدان إلى الغوص في التفكير له باسم جديد ملائم له، وأول ما يواجه هذه العائلة من مشكلة هو ما نوع جنس المولود القادم عليهم، فيصبح هم الوالدين وخاصة الأم معرفة جنس المولود، مما يدفع فضول المرأة الحامل في معرفة نوع جنس المولود، وتحديده سواء كان ذكرا أم أنثى، فتبدأ عمليات التنبؤ بجنس المولود عن طريق طرق عدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
أولاً- على ماذا تتوحم المرأة، فإن كان على طعام مذاقه سكري الطعم فيوجد في رحمها جنين جنسه أنثى، أما إذا كانت تتوحم الأم على طعام مذاقه مالح وحامض مثل المخلل والليمون وغيره كثيرا فإن في جوفها جنين جنسه ذكر.
ثانيا- إذا فتحت شهية الأم الحامل إلى أطعمة كثيرة وزاد وزنها ووجها أصبح جميلا قد يكون الجنين جنسه أنثى، بينما إذا فقدت الأم شهيتها في الطعام وأصبح وجهها شاحب فإن جنس جنينها ذكراً.
ثالثا- الشكل الخارجي للأم الحامل، حيث إن ظهر عليها تضخم في الثدي والبطن لأعلى وبروز المؤخرة تنبّؤوا في جوفها جنين جنسه أنثى، بينما إن أصبح هناك فتور في الثدي والبطن لأسفل قليلاً وضمور في المؤخرة أصبح جنينها ذات جنس ذكر.
ما سبب هذه الترهات التي انتشرت كثيراً ؟
لعل السبب قديم بعض الشيء إذ لا يوجد تقدم علمي مثل هذه الأيام، فكان تنبؤ الناس للأم الحامل بجنس المولود كان معهود في ذلك الوقت، ومع ملاحظات الناس وقياسهم على أمهات حوامل في نفس الشهر، أصبح تنبؤاتهم مائلة وقريبة للحقيقة، بل قد تكون صدفت معهم بأن صدقت في حالات كثيرة؛ نحن نتكلم في عصر قديم لا تتوافر فيه أي من الأجهزة الحديثة الآن.
أيضاً نستطيع إضافة ما تواجهه الأم الحامل من عادات وتقاليد قديمة، حيث الشائع لديهم الولد أفضل من البنت، فالأم للأولاد تختلف تماماً عن الأم للبنات، فأصبح اللجوء لترهات حتى تخفف من معاناة الأم إن رزقت بمولود أنثى.
وأخيرا لا يستطيع الإنسان تحديد جنس الجنين بالتنبؤات والتقديرات الوهمية فحسب دون الإستناد إلى البراهين والحقائق الواقعية والمادية المجردة، فكل شيء خُلق بتقدير دون عبث، وبميزان كوني معلوم لا يستطيع الإنسان السير دونه والابتعاد عنه، فكل بطن لأجنة مختلفة من أم واحدة تختلف عن الأخرى في شكله وصفاته وقد تمتد إلى علامات الوحم لديها، وقد لا يوجد الوحم في حمل لجنين آخر وبذات بعد تعدد الإنجاب لأولاد وبنات بعدة مرات.